الفائدة الرابعة ...
" وإنما لكل إمريء ما نوى "
هذه نية المعمول له . والناس يتفاوتون فيها تفاوت عظيما .
حيث تجد رجلين يصليان بينهما أبعد ما بين المشرق والمغرب . أو ما بين السماء واﻷرض في الثواب
ﻷن أحدهما مخلص واﻵخر غير مخلص .
وتجد شخصين يطلبان العلم الشرعي .. أحدهما قريب من الجنة واﻵخر بعيد عنها .وهما يقراءن في كتاب واحد .وعلى مدرس واحد.
احدهما طلب دراسة الفقة من أجل أن يكون قاضيا والقاضي له راتب رفيع ومرتبة رفيعة .
والثاني درس الفقة ليكون عالنا معلما ﻷمة محمد .فبينهما فرق عظيم . قال صلى الله عليه وسلم
" من طلب علما وهو مما يريد إﻻ أن ينال عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة . "
ثم ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
" فمن كانت هجرته "الهجرة في اللغة مأخوذه من الهجر وهو الترك .
وأما في الشرع فهي : الانتقال من بلد الكفر إلى بلد الإسﻻم .
وهنا مسألة . هل الهجرة واجبة أو سنة ؟
الجواب . أن الهجرة واجبة على كل مؤمن ﻻ يستطيع إظهار دينه في بلد الكفر . فﻻ يتم إسلامه إﻻ بالهجرة . وماﻻ يتم الواجب إﻻ به فهو واجب .كهجرة المسلمين .من مكة إلى الحبشة او المدينة.
فمن هاجر هاجر يريد الله أي يريد وجه الله
ويريد رسوله . ليفوز بصحبته ويعمل بسنته . ويدافع عنها . ويدعوا إليها ويذب عنه وينصر دينه فهذا هجرته إلى الله ورسوله .
يقول الله في الحديث القدسي . من تقرب إلى شبرا تقربت إليه ذراعا .
مسألة : بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم . هل يمكن أن نهاجر إليه عليه الصﻻة والسﻻم ؟
الجواب : أما شخصه صلى الله عليه وسلم فﻻ . ولذلك ﻻ يهاجر إلى المدينة .من أجل شخص الرسول صلى الله عليه وسلم .ﻷنه تحت الثرى .
أما الهجرة إلى سنته وشرعه صلى الله عليه وسلم . فهذا مما جاء الحث عليه وذلك مثل الذهاب إلى بلد لنصرة شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم . والذود عنها.
فالهجرة إلى الله في كل وقت وحين . والهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشريعته حال حياته .
وبعد مماته إلى شريعته فقط
انتهى
من كتاب شرح اﻷربعين النووية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله .