الفائدة الخامسة ...
فوائد من الحديث اﻷول
..
1- هذا الحديث أحد اﻷحاديث التي عليها مدار الاسلام . قال العلماء . مدار الاسلام على حديثين . هذا الحديث وحديث عائشة رضي الله عنها . " من عمل عمﻻ ليس عليه أمرنا فهو رد "فهذا الحديث ميزان اﻷعمال الباطنة . وحديث عائشة ميزان اﻷعمال الظاهرة .
2-تمييز العادات عن العبادات . تمييز العبادات بعضها عن بعض.
3- الحث على الإخﻻص لله عز وجل .
4- حسن تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم . وذلك بتنويع الأعمال وتقسيمها.
5- قرن الرسول صلى الله عليه وسلم مع الله بالواو حيث قال " إلى الله ورسوله "ولم يقل ثم رسوله
.
مع أن رجﻻ قال للنبي صلى الله عليه وسلم .ماشاء الله وشئت . فقال " بل ما شاء الله ثم شئت " فما الفرق .
الجواب : أما ما يتعلق بالشريعة فيعبر عنه بالواو ﻷن ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من الشرع كالذي صدر
من الله .قال تعالى" من يطع الرسول فقد أطاع الله "
وأما اﻷمور الكونية فﻻ يجوز أن يقرن مع الله أحد بالواو أبدا . ﻷن كل شيئ تحت ارادة الله عز وجل .
مثال : إذا قال قائل . هل ينزل المطر غدا ؟
فقيل : الله ورسوله أعلم . هذا خطأ ﻷن الرسول صلى الله عليه وسلم . ليس عنده علم بهذا.
مسأله : إذا قال هل هذا حرام أم حﻻل؟
فقيل في الجواب الله ورسوله أعلم فهذا صحيح . ﻷن حكم الرسول صلى الله عليه وسلم في الشرع حكم الله تعالى .
6- أن الهجرة من اﻷعمال الصالحة ﻷنه يقصد بها وجه الله ورسوله .وكل عمل يقصد به الله ورسوله فهو من التقرب لله وهو
عباده
.
فائدة بﻻغية من الحديث .
تحقير ما هاجر إليه من هاجر للدنيا او غرض آخر كالزواج .
في قوله صلى الله عليه وسلم . ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه .
أي أنه ليس أهﻻ ﻷن يذكر . بل يكنى عنه بقوله : إلى ما هاجر إليه .
انتهى .. من كتاب شرح اﻷربعين النوويه للشيخ ابن عثيمين رحمه الله .