الفائدة السادسة الحديث الثاني .
بينما الصحابة جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .دخل عليهم رجل أنكروا هيئته .
رجل في شكله ! ولكنه في الحقيقة ملك !
شديد بياض الثياب . أي عليه ثياب
.
شديد سواد الشعر . أي أنه شاب
ﻻ يرى عليه آثار للسفر . ﻷن ثيابه بيضاء . وشعره أسود ليس فيه غبار السفر وﻻ شعث السفر . ﻷن المسافر في ذلك الوقت يرى عليه أثر السفر .
فيكون أشعث الرأس . مغبرا . ثيابه غير ثياب الحضر .
وهذا ما جعلهم يستغربون . فالرجل ليس من أهل المدينة .
المعروفين فهو غريب ..
حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم . ولم يقل عنده ليفيد الغاية .
أي أن جلوسه كان مﻻصقا للنبي صلى الله عليه وسلم .
ولهذا قال :
"أسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه . "أي كفي الرجل على فخذي الرجل . وليس على فخذي الرسول صلى الله عليه وسلم . وهذا من شدة الاحترام .
وقال : " يا محمد "ولم
يقل يارسول الله . ليوهم أنه أعرابي .
ﻷن اﻷعراب كانوا ينادون الرسول صلى الله عليه وسلم باسمه .
أما أهل الحضر فينادونه . بوصف النبوة . او الرسالة .
" أخبرني عن الاسﻻم " أي ماهو الاسﻻم .
فقال :اﻹسﻻم أن تشهدأن ﻻ إله إﻻ الله وأن محمدا رسول الله "
" تشهد " أي تقر وتعترف بلسانك وقلبك . فﻻ يكفي اللسان بل ﻻبد من اللسان والقلب ،
" ﻻ إله إﻻ الله "
" أي ﻻ إله حق إﻻ الله عز وجل "ﻷن هناك آلهه باطله تتخذ من دون الله، ولكن ليس لها من حق اﻷلوهية شيء .
" ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل "
" وأن محمدا رسول الله " أي وتشهد ان محمدا رسول الله .
ولم يقل إني رسول . مع أن السياق يقتضيه ﻷنه يخاطبه .
لكن إظهاره باسمه العلم أوكد وأشد تعظيما .
" رسول الله " بمعنى مرسل . والرسول هو من أوحى الله إليه بشرع وأمر بتبليغه .
" تقيم الصﻻة " أي تأتي بها قائمة تامة معتدله
وكلمة " الصﻻة " تشمل الفريضة والنفل .
" وتؤتي الزكاة " تؤتي بمعنى تعطي . والزكاه هي المال .الواجب بذله لمستحفه من اﻷموال الزكوية كالذهب والفضة والماشية والخارج من اﻷرض وعروض التجارة .
" تصوم رمضان "تمسك عن المفطرات تعبدا لله .
" تحج البيت "أي تؤدي فريضة الحج
" قال صدقت "القائل صدقت هو جبريل عليه السﻻم .
وهنا استغرب الصحابة كيف يسأله ويصدقه !
انتهى . من كتاب شرح اﻷربعين النووية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى .