الفائدة التاسعة ..
" وتقيم الصﻻة " أي تأتي بها قويمة وﻻ تكون قويمة إﻻ بفعل شروطها وأركانها وواجباتها .
وقوله " الصﻻة " يشمل كل صﻻة : الفريضة والنافلة ، ولكن هل تدخل صﻻة الجنازة أوﻻ ؟
يحتمل هذا وهذا ، إذا نظرنا إلى عموم اللفظ قلنا : داخلة ﻷنها صﻻة ، قال تعالى " وﻻ تصل على أحد منهم مات أبدا "
وإن نظرنا إلى أن صﻻة الجنازة طارئة يقصد بها الشفاعة للميت قلنا : ﻻ تدخل في الحديث ولكن تدخل في عموم الإحسان .
" وتؤتي الزكاة " أي تعطى ، والزكاة هي المال الواجب في اﻷموال الزكوية كما تقدم تعطى لمستحقها تعبدا لله ورجاء لثوابه ،
" تصوم رمضان " أي تمسك عن المفطرات .من طلوع الفجر إلى غروب الشمس تعبدا لله ،
والمفطرات معروفة . ولكن ننبه على شيء مهم فيها :
أن المفطرات ﻻ تفطر الصائم إﻻ بثﻻثة شروط .
أن يكون عالما ليس جاهﻻ بالحكم ، ذاكرا ليس ناسيا ، مريدا ليس مجبرا ،
" وتحج البيت" أي تقصده ﻷداء المناسك في وقت مخصوص تعبدا لله ،
هل تدخل العمرة في ذلك أو ﻻ ؟
فيه خﻻف بين العلماء : منهم من قال : إن العمرة داخلة لقول النبي صلى الله عليه وسلم " العمرة حج أصغر "
والصحيح أن العمرة دون الحج ،أي ليست من أركان الإسﻻم .
لكنها واجبة. يأثم الإنسان بتركها . إذا تمت شروط الوجوب ،
" قال صدقت " أي أخبرت بالحق ، والقائل هو جبريل ،
" فعجبنا له يسأله ويصدقه " ووجه العجب أن السائل عادة يكون جاهلا . والمصدق يكون عالما . فكيف يجتمع هذا وهذا .
انتهى .
من كتاب شرح الاربعين النووية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ورفع قدره .