الفائدة 11 ..
" ومﻻئكته " بدأ بالمﻻئكة قبل الرسل والكتب ﻷنه عالم غيبي ، أما الرسل والكتب فعالم محسوس ،
فالمﻻئكة ﻻيظهرون بالحس إﻻ بإذن الله عز وجل ، وقد خلق الله المﻻئكة من نور ،
فنؤمن أن هناك عالما غيبيا هم المﻻئكة .
والإيمان بالمﻻئكة يتضمن :
1 - الإيمان بمن علمنا أسمائهم مثل أن نؤمن أن هناك ملكا اسمه حبريل عليه السﻻم ،
2 - أن نؤمن بما لهم من أعمال مثﻻ ،
جبريل موكل بالوحي ، ميكائيل موكل بالقطر ، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور ،
وهؤﻻء المﻻئكة كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكرهم عندما يستفتح صﻻة الليل ، والحكمة من هذا : أن كل واحد منهم موكل بحياة :
جبريل موكل بالوحي وهو حياة القلوب ،
ميكائيل موكل بالقطر والنبات وهو حياة اﻷرض ،
وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور وهو حياة الناس الحياة اﻷبدية ،
كذلك يجب الإيمان بمالبعض المﻻئكة من أعمال خاصة فمثﻻ ،
هناك مﻻئكة يكتبون أعمال العباد .قال تعالى " مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " وقال تعالى " وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَامًا كَاتِبِينَ . يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ "
يكتبون كل قول يقوله الإنسان ، ماله وما عليه ، وماليس له وﻻ عليه ،
فماله وماعليه يحاسب به . وماليس له وﻻ عليه ﻻ يحاسب به وإنما يقال .. إنه فاته خير كثير ،
ذكر أن رجﻻ دخل على الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وهو يئن من الوجع ، فقال : يا أبا عبد الله تئن وقد قال طاووس : إن
الملك يكتب حتى أنين المريض ، فأمسك الإمام عن اﻷنين حتى قبض ،
ومن المﻻئكة من هم موكلون بالسياحة في اﻷرض يلتمسون حلق الذكر ، ومنهم من هم موكلون بحفظ بني آدم ،ومنهم من هم
موكلون بقبض أرواح بني آدم ، وغيرهم من المﻻئكة ،
انتهى .
من كتاب شرح اﻷربعين النووية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ،